سامي سعيد السبت مارس 12, 2011 11:34 pm
أهدي لك يا من رسم لنا نهجنا ...
و يا من شقت لنا عينيه العسليتين طريقا لنا
رحلت بعيدا بجسدك عنا
و بقيت روحك ساكنة بالوجود قربنا
يقال : من يذهب بعيدا إلى هناك لا يعود...
و لكن ما زالت تراسلني هذه الروح الطاهرة
قد لا يدركون الأنام ما أقصده
و لكن تلك الحقيقة المنشودة
أن تلبس ثوبا من العطاء
و أن تهدي نفسك لغيرك
في السراء و الضراء
كل شيء جميل يعود
و تظل محروما من هذا الجمال الموعود
رحلت عنا و نحن بحاجة رأيك السديد
ولكن أتت الظروف و شاءت الأقدار أن تذهب بعيدا بعيد
ذكراك في كل موقف أحياه
كيف لا و أنت رمز العطاء في القلة و السخاء
إنني لا أرثيك....
لأن روحك لم تغادر المكان
و ما زالت تراقب من أروقة الفضاء
تعبق رائحة المجد من أثوابك القديمة
و أتجالس أنا و الحكايات القديمة
و أي حكايات...
حكايات الماضي و الصغر و الرخاء
حكايات الصبر على الشدة و البلاء
تلك حياتنا كانت و لم تزل
تتحدى كل الصعوبات
لا تنحني لوقع الصعاب و تصر على الإباء
يا هل ترى أبعثت من جديد...
في أجسادنا...
و تصرفاتنا...
كي نراك دائما في أنفسنا
و حتى عند النظر في المرآة نراك في عيوننا
يغازلنا القدر كل حين
و تسألني نفسي: أهل أنت على الفراق حزين
هذه الأقدار تداعبنا و تمتحننا
لكن تلك الشمس ستبزغ من جديد
و سيعود كل شيء لشكله المعهود
و تقول لي: لا تحزن عند عزف الناي
فاطرب و افهم ما معنى الخلود
إن الحياة لا تبقى
و الدار دار الخلود
و لكن كن سعيدا إلى ذاك اليوم المنشود
و كن بالعزائم
في مواجهة أعتا الدروب
لا تقل شقيت و الرزق لي محدود
فانه من الاله لنا مقدور
يأتيك أينما كنت في هذا الوجود
و لا للقوة حاجة كي تكون سببا بالمزيد
فلو كان بالقوة يأتي
ما أكل الحمل شيئا بجانب الاسود
فهذه الدنيا افهمها تكن اسعد من في الوجود
فاعمل بها و اقنع بما هو لك موجود
و استنظر ثوابك لا من الناس ثناء
و لكن جزاء من الاله المعبود.